منتديات دمعة تائب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بعد التيه في صحاري المعصية والبعد عن بساتين الطاعة تذرف العيون المؤمنة دموع الاستغفار والتوبة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصه من اغوار التاريخ

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sss




عدد المساهمات : 5
نقاط المشاركات : 11
تاريخ التسجيل : 21/05/2009

قصه من اغوار التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: قصه من اغوار التاريخ   قصه من اغوار التاريخ Icon_minitime1الثلاثاء يونيو 09, 2009 7:06 pm

قصة من أغوار التاريخ . .



كان رجلاً تائهاً في الصحراء ، وكان الجو قارص البرودة ، وشديد الرياح ، فرأى هذا التائه ناراً من بعيد ، فسًر لذلك ، وأخذ يشتد ركضاً إلى سناها ، حتى إذا وصل إليها ، رأى عندها ثلاثة رجال ، يرتدون ملابس غريبة .. غريبة جداً ،، وأشكالهم غريبة أيضاً.



فشعر الرجل بخوف شديد ، وتمنى لو يرجع من حيث أتى ، ولكن لا يستطيع فقد وقف عندهم ، فاستجمع كل ذرات الشجاعة المتبقية لديه ، وألقى عليهم السلام.



رفع الشيخ الذي يجلس أمامه رأسه بهدوء ، وقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، قالها بلهجة غريبة ، ثم عاد ينظر إلى النار .. إنهم ينظرون إلى النار بشكل غريب ،، وعلى وجوههم مسحة من حزن.



فاستجمع الرجل شجاعته مرة أخرى واستأذنهم في الجلوس .. فلم يجبه أحد لفترة ،، ثم أشار له الشيخ بالجلوس .. فجلس بين الرجلين الآخرين.



الذي يجلس إلى اليمين كان شاباً طويلاً نحيفاً ، حاد الملامح يرتدي خوذة معدنية على رأسه ودرعاً على صدره ، ويتدلى سيفه بقربه ، وكأنه على أهبة الاستعداد للقتال.



بينما الذي يجلس على اليسار كان فتاً يافعاً ، ويبدو أنه أصغر بكثير من الأول ، ويرتدي هو الآخر لباس الحرب ، وحول معصمية أسورين جلديين ، وفي حضنه سيف لامع.



أما الشيخ فلم يكن يختلف كثيراً في لباسه عنهما ، لكنه يبدو الأكثر خبرة فيهم.



وبينما كان صاحبنا هذا يتأمل في وجوههم وملابسهم الغريبة ، والصمت يطبق على المكان ، إذ سمعوا من بعيد صوت عدو حصان ، فلما اقترب منهم ، كان منظر الفرس يشد الانتباه ، ولم يحرك أحد منهم ساكناً ، فقد كان صدر الفرس مثخن بالجراح ، والدم ينزف منها.

فترجل الفارس من على فرسه واقترب منهم ، فكان هو الآخر مثخن بالجراح ، ووجهه مغطى بالدماء ، ولكنه لم يكن متأثراً بها .. اقترب وسلم وجلس قرب الشيخ.



بدأ الموقف أكثر غموضاً في هذا الصمت الرهيب ، وبعد فترة ليست بالقصيرة ، رفع الشيخ رأسه وسأل صاحبنا التائه في هدوء :

أما زالت الأندلس في أيدي الفرنجة ؟



استغرب الرجل واندهش من السؤال ، وكاد أن يضحك ولكنه تمالك نفسه ، وأجابه بهدوء : نعم.

فتنهد الشيخ بحرارة وعاد ينظر إلى النار.



فبادره الفارس المثخن بالجراح بسرعة :

وهل جهزتم الجيوش لإعادة فتحها ؟



فشعر صاحبنا أنهم من زمن آخر ، فلم يتمالك نفسه وضحك .. فنظروا إليه بحدة ، فشعر بالخجل وطأطأ رأسه وقال : منذو زمن بعيد لم نجهزها ، فشعر الفارس بخيبة أمل كبيرة ، وضرب بيده على فخذه بقوة ، ونظر بحزن إلى النار وقطرات الدم لا تزال تسيل على وجهه .. وساد الصمت مرة أخرى.



ثم التفت الفتى اليافع الذي على يسار صاحبنا وسأله بلهفة :

والصين .. الصين .. كيف هي .. ألم تعد تدفع الجزية ؟



فلم يعد صاحبنا يشعر برغبة في الضحك ، وبدأ يشعر فعلاً بشيء من الحزن ، وقال : لا .. ولن تفكر حتى في ذلك.



ثم سأله الذي على يمينه في هدوء قائلاً :

وفلسطين ؟؟



فقال له بخجل شديد : لم تعد لنا.



فطأطأ الجميع رؤوسهم إلى الأرض في حزن شديد ، ثم وقفوا وكأنهم يريدون الرحيل ، فوقف صاحبنا التائه معهم ، فلمّا رآهم يركبون خيولهم ، لحق بالشيخ وسأله :

من أنتم ؟ ومن أين أتيتم ؟

فقال له الشيخ :

أنت تعرفنا جيداً ..



ففكر صاحبنا للحظات ، وقلب أوراق ذاكرته القديمة ، واستنفر كل معلوماته التاريخية ، فلم يجد جواباً .. وهو ينظر إلى الشيخ.



فقال له الشيخ :

أنا موسى بن نصير فاتح الأندلس.

وقال له الذي سئله عن فلسطين :

أنا صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين.

وقال له الذي سئله عن الصين :

أنا قتيبة ابن مسلم الباهلي فاتح الصين.

وقال له الفارس المثخن بالجراح :

أنا عبد الرحمن الغافقي صاحب بلاط الشهداء.



فتبسم الشيخ لصاحبنا ابتسامة حزينة ، ثم أدار فرسه نحو الاتجاه الذي أتى منه الفارس ، فقال لهم صاحبنا :

لحظة .. لماذا أنتم ذاهبون ؟ نحن نريدكم .. صدقوني .. نحن نحتاجكم أكثر من أي وقت مضى .. لا تذهبوا أرجوكم ..



التفت الشيخ بهدوء وقال :

إذا أردتمونا فعلاً .. فابحثوا عنا .. نحن موجودون في كل مكان .. في كل شخص منكم موسى وصلاح وقتيبة وغافقي آخر .. ابحثوا عنهم وأيقظوهم .. وستجدونهم .. فقط أيقظوهم ..



ثم سحب لجام فرسه وانطلق بها وهم معه ، وأسرع صاحبنا يجري خلفهم ، وهو يقول :

انتظروا .. ماذا عن هذه النار ؟



التفت قتيبة هذه المرة وهو يسرع بفرسه :

دعها فنحن عائدون ..



فوقف صاحبنا التائه مذهولاً تماماً وهم يبتعدون عنه ، فسمع أصواتاً تقترب منه :



حمود .. حمود .. أين أنت ..

الله يهديك خربت سهرتنا ..



فأفاق من نومه ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 63
نقاط المشاركات : 148
تاريخ التسجيل : 16/05/2009

قصه من اغوار التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه من اغوار التاريخ   قصه من اغوار التاريخ Icon_minitime1الأربعاء يونيو 10, 2009 10:39 am

جزاك الله عنا خيرا
موضوع جميل
اتمنى ان نجدهم موسى وصلاح وقتيبة وغافقي
و ادعوكم اخواني الى صلاة الفجر في المسجد
لان هذا هو السبيل الوحيد لنجدهم
و اقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://taeb.mam9.com
 
قصه من اغوار التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دمعة تائب :: المنتدى العام :: الملتقى العام-
انتقل الى: